استقبال الملائكة للمؤمنين وتبشيرهم بالخلود
قال تعالى: ﴿وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ﴾ [الزمر: ٧٣] أي: أهل الجنة يدخلون الجنة بالتحية والإكرام، فخزنة الجنة يقولون لأهل الجنة: سلام عليكم، وهنا التسليم من الملائكة بقولهم: (سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ)، يتلقاهم ربنا سبحانه وتعالى في جنته بالخير والسلام من أول أبواب الجنة، حيث تنادي عليهم الملائكة بقولهم: (سَلامٌ عَلَيْكُمْ)، فتحيتهم فيما بينهم سلام، والجنة هي دار السلام.
وقوله تعالى: (طِبْتُمْ) أي: في الدنيا بتوحيدكم الله سبحانه وتعالى، فطبتم وطابت أعمالكم فكانت خالصة لله صالحة موافقة لكتاب الله ولهدي رسول الله صلوات الله وسلامه عليه.
والإنسان المؤمن طيب القلب كريم، ألف مألوف، طاب في الدنيا فاستحق أن يكون في الجنة.
كذلك قوله: (طِبْتُمْ) أي: طهرتم الآن قبل دخولكم الجنة، فلا تدخلون وفيكم أخباث أو أنجاس، ولا تدخلون الجنة وفيكم بول أو غائط، إذ لا يوجد شيء من هذا، بل قد انتهى أمر ما كان في الدنيا من بول وغائط ومخاط وحيض ونفاس، فقد طابوا ونقوا وهذبوا ثم أدخلوا الجنة.
قوله تعالى: (فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ) أي: ادخلوا الجنة خالدين فيها ولا تموتون أبد الآبدين.


الصفحة التالية
Icon