تفسير قوله تعالى: (والذين هم عن اللغو معرضون)
ذكر الله صفة ثانية لهؤلاء المؤمنين، ففي المعارج قال: ﴿والذين هم عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾ [المعارج: ٣٤]، وهنا قال سبحانه: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾ [المؤمنون: ٣]، هذه صفة ثانية من صفات المؤمن المفلح، وهي أنه معرض عن اللغو، سواء لغو الكلام أو لغو الأفعال، فكل ما ينبغي أن يلغى ويطرح فإن الإنسان المؤمن لا يشغل باله به، ولا يضيع وقته فيه، حتى ولو كان من الأشياء المباحة، فهم كما قال الله تعالى: ﴿عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾، وفي سورة الفرقان ذكر الله عز وجل من صفات عباد الرحمن قوله تعالى: ﴿وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا﴾ [الفرقان: ٧٢]، أي: أكرموا أنفسهم ونزهوها عن أن يقعوا فيما لا ينبغي أن يقع فيه المؤمن، وفيما ينبغي أن يلغى ويطرح.