تفسير قوله تعالى: (وما يأتيهم من نبي إلا كانوا به يستهزئون)
قال سبحانه: ﴿وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون﴾ [الزخرف: ٧]، أي: أن كل مجموعة، وكل قوم، وكل أمة يبعث الله عز وجل إليهم رسولاً، فالعادة فيهم أن يكذبوا، وأن يعرضوا، وأن يسخروا، وسيذكر لنا في هذه السورة، قصة فرعون مع قومه، سخر منهم، وكيف استخفهم، وكيف أطاعوه، وكيف أهلك الله عز وجل الجميع، قال: ﴿وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الأَوَّلِينَ﴾ [الزخرف: ٦]، أي: في الأقوام السابقين ﴿وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون * فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا﴾ [الزخرف: ٧ - ٨] يعني: هؤلاء الذين استهزئوا بك، كان من قبلهم فيمن هو أشد منهم قوة، قوم عاد وثمود وأصحاب الأيكة وقوم فرعون، فأهلكنا هؤلاء، فهل نترك هؤلاء هكذا بغير أن نحاسبهم؟ قال: ﴿وَمَضَى مَثَلُ الأَوَّلِينَ﴾ [الزخرف: ٨]، أي: مضى مثلهم، فقد ضرب لكم الأمثال، وذكركم بما جرى لهم، فاحذروا أن تصابوا بمثل ما أصيب به السابقون.
نسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


الصفحة التالية
Icon