تفسير قوله تعالى: (إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين)
قال الله: ﴿إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [الدخان: ٤٠]، الفصل هو الحكم والقضاء؛ لكونه يفصل فيه بين الخصوم، ويفصل فيه بين الحق والباطل، وبين المحق والمبطل، وبين المؤمن والكافر، وبين البار والفاجر، فيفصل الله سبحانه فيه بين الخلق، فيدخل الرجل الجنة وقد تدخل زوجته النار، ويدخل الابن الجنة وقد يدخل أبوه النار، فيفصل الله عز وجل بين العباد بالقضاء الحق سبحانه.
﴿إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ﴾ [الدخان: ٤٠] أي: موعدهم، ﴿أَجْمَعِينَ﴾ [الدخان: ٤٠]، كما قال سبحانه: ﴿لَنْ تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ﴾ [الممتحنة: ٣]، أي: يفصل بين العباد، فهذا يذهب إلى هنا وهذا يذهب إلى هنا.