تفسير قوله تعالى: (فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون)
ختم الله السورة بقوله سبحانه: ﴿فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ [الدخان: ٥٨]، وقد أشار إلى القرآن في أول هذه السورة فقال: ﴿حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ﴾ [الدخان: ١ - ٣]، فبدأ السورة بذكر هذا القرآن العظيم، وقال: ﴿رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ﴾ [الدخان: ٦]، وختم السورة بالإشارة إلى هذا القرآن العظيم فقال: ﴿فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ﴾ [الدخان: ٥٨]، كما قال: ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾ [الشعراء: ١٩٥] أي: بلسان النبي الفصيح صلوات الله وسلامه عليه، وكما قال: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ [القمر: ١٧]، فجعله سهلاً في حفظه، والكتاب الوحيد الذي يسهل على الناس أن يحفظوه هو هذا القرآن العظيم، فيحفظه العربي، ويحفظه الأعجمي، ومن أراد أن يحفظ هذا القرآن ييسر الله عز وجل له حفظه.
﴿فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ [الدخان: ٥٨] أي: يتعظون ويعتبرون.
ثم قال الله: ﴿فَارْتَقِبْ﴾ [الدخان: ٥٩] أي: ارتقب يوم القيامة، وارتقب يوم يأتي أمر الله سبحانه، ﴿إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ﴾ [الدخان: ٥٩] أي: هم ينتظرون لك الدائرة في الدنيا، وانتظر بهم أنت، فعليهم الدائرة، وسيأتيهم أمر الله سبحانه.
نسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


الصفحة التالية
Icon