اتباع اليهود والنصارى والتشبه بهم
من الأحاديث التي جاءت عنه صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي أخذ القرون قبلها شبراً بشبر وذراعاً بذراع) فيخبر النبي ﷺ أنه لن تقوم الساعة حتى يترك كثير من المسلمين دينهم، ويقلدون فارس عباد النار والروم النصارى، فإذا بالمسلمين اليوم يقلدون هؤلاء أو من يكون في هذه البلاد، فصدق النبي ﷺ فيما أخبر.
وقد قال: (لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر، وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه وراءهم، قالوا: اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟!) أي: من غيرهم؟ فستقلدون اليهود والنصارى، وهذا حاصل اليوم، فتجد المسلمين في كل مكان يقلدون هؤلاء في زيهم وفي طريقتهم في الحياة، ويقلدونهم فيما يصنعونه في بلادهم، وكيف يتحكم بعضهم في بعض، ويجعلون صاحب المال فوق غيره، وقد نزعت الرحمة من قلوبهم، فالغني عنده المال الكثير، ولا يواسي به فقيراً أو يعطف عليه، وإن كانوا يتشدقون بالإنسانية، ويتشدقون بالكلام عن الحرية، وهذا كلام للاستهلاك فقط، أما الحقيقة فلا يوجد شيء من ذلك.
أما ما يقدمونه من الإعانات للبلاد الأخرى فذلك بمقابل إلغاء الدين في تلك البلاد.
ومثال ذلك: الحصار الاقتصادي على فلسطين، والجيوش التي تكون عليهم من اليهود، والأسلحة التي تعطى لهم لتدمير الفلسطينين وغيرهم من المسلمين الذين يقولون: لا إله إلا الله، ويطلبون شرع الله سبحانه وتعالى، فيقاتلونهم على أنهم إرهابيون، وعلى أنهم جماعات متطرفة وعصابة من العصابات.
أما اليهود الحثالة والعصابة المجرمة الكفرة الذين عاثوا في الأرض فساداً، والذين يدمرون ويقتلون ويخربون، فهم أصحاب الفهم الصحيح، وأصحاب المال الذين تكون معهم أمريكا وأوروبا وغيرهم.
فإذا قتل يهودي واحد هاجت الدنيا، وإذا قتل المئات والألوف من المسلمين فلا أحد يتكلم عنهم، فما هي الحرية التي يتكلم عنها هؤلاء؟! وما هو الإخاء الإنساني الذي يتكلمون عنه؟ أما المعونات فتخرج مشروطة يقولون: تحللوا واخرجوا من دينكم لنعطيكم هذه المعونات، أما أن تبقوا على الدين فلا نعطيكم شيئاً.
مثل ذلك: أنه ينتجون القمح بكميات هائلة، حتى إنهم يرمون الفائض في البحر، ولا يعطى للبلاد التي فيها مجاعات، فإذا أعطته أمريكا تعطيه لبعض الدول كنوع من المعونة؛ لكي يتحكموا فيها، فيسألون: ما هو النظام الموجود عندكم؟ وكيف ستتعاملون معنا؟ فهناك فرق بين هؤلاء وبين المسلمين الذين يتعاطفون ويتراحمون مع خلق الله سبحانه وتعالى.
وقد أرسل الله النبي ﷺ رحمة للعالمين، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: ١٠٧] أي: للخلق جميعهم، فهو رحمة صلوات الله وسلامه عليه للعالمين، أما هؤلاء فالرحمة عندهم شعار زائف، أما الحقيقة فلينظر إلى ما يصنع في العراق وفي فلسطين وفي أفغانستان وفي كل الدنيا حين يتحكمون في هذه البلدان.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي أخذ القرون قبلها، شبراً بشبر وذراعاً بذراع، قيل: يا رسول الله! كفارس والروم؟ قال: ومن الناس إلا أولئك؟!) يعني: تقليد الكفار، فالروم كانوا نصارى، وفارس كانوا عباد النيران، أي: سترجعون مرة ثانية تتبعون هؤلاء فيما يفعلون، وما يقولون.
فما يصنعه اليهود والنصارى يصنعه المسلمون مقلدين لهم.
وجاء في حديث آخر: (حتى لو أن أحدهم أتى أمه في الطريق لفعله هؤلاء) أي: يقلدونهم في استباحة الزنا، فقد يأتي على بلاد المسلمين وقت يستبيحون فيه ذلك، أو يباح لهم أن يصنعوا ذلك من حكامهم وغيرهم، فيتناسون دين الله عز وجل ويقعون في المعاصي، فيأتيهم الذل والخزي من الله سبحانه.


الصفحة التالية
Icon