معنى قوله تعالى: (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر)
قوله تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا﴾ أي: الليل كله، وهذا الأمر على الإباحة، والمعنى: وكلوا واشربوا الليل كله، فهو مباح لكم.
﴿حَتَّى يَتَبَيَّنَ﴾ أي: يظهر.
﴿لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾ يعني: من الفجر الصادق، أي: وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الفجر الصادق من الخيط الأسود من الليل، فقوله: (من الفجر) متعلق بالخيط الأبيض، وحذف (من الليل) المتعلق بالخيط الأسود.
شبه ما يبدو من البياض وما يمتد معه من الغبش بخيطين أبيض وأسود في الامتداد.
﴿ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾ أي: ثم أتموا الصيام من الفجر إلى الليل، ولابد من تقدير كلمة (من الفجر) إلى الليل، وما الدليل على تقدير (من الفجر)؟ الدليل ما قبلها: (حتى يتبين لكم)، وقوله: (إلى الليل) يعني: إلى دخول الليل بغروب الشمس.
﴿وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ﴾ أي: نساؤكم.
﴿وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ﴾ المقصود هنا الوطء، (وأنتم عاكفون) يعني: مقيمون بنية الاعتكاف ﴿فِي الْمَسَاجِدِ﴾، وهذا نهي لمن كان يخرج وهو معتكف فيجامع امرأته ويعود، وهذا لا يحل في الاعتكاف لا في الليل ولا في النهار.
﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ﴾ تلك الأحكام المذكورة حدود الله حدها لعباده ليقفوا عندها.
﴿فَلا تَقْرَبُوهَا﴾، هذا أبلغ من (لا تعتدوها) في هذا الموضع؛ لأنه إذا نهى عن الاقتراب فمن باب أولى أن ينهى عن التعدي.
﴿كَذَلِكَ يُبَيِّنُ﴾ يعني: بين لكم ما ذكر.
﴿كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ يعني: يتقون محارمه.