الاستدلال بالآية على أفضلية الإسفار بصلاة الصبح، وذكر الخلاف في ذلك
قال في الإكليل: قال الكرماني: إن بعض الفقهاء استدل بهذه الآية على أن الإسفار بصلاة الصبح أفضل؛ لأن النجوم لا إدبار لها، وإنما ذلك بالاستتار عن العيون، ثم علق صاحب الإكليل على هذا فقال: وهو استدلال متين.
يعني أن الإسفار بصلاة الصبح أفضل من التغليس، والغلس هو: ما تبقَّى من الظلمة في آخر الليل عند بداية طلوع الفجر، حيث يكون هناك بقايا ظلمة منتشرة، فالتغليس بالصلاة هو: أداؤها في وقت الغلس، يعني: حين يطلع الفجر، لكن بقيت ظلمة من آخر الليل.
فيقول الكرماني: إن بعض الفقهاء استدل بقوله تعالى: ((وَإِدْبَارَ النُّجُومِ)) على أن الإسفار بصلاة الصبح أفضل؛ لأن النجوم لا إدبار لها، وإنما ذلك بالاستتار عن العيون.
يعني: أن صلاة الصبح تكون وقت إدبار النجوم، والنجوم لما ينتشر ضوء الصباح تختفي؛ لأن الضوء ينتشر فيسترها.
فهذا الفريق من الفقهاء قالوا: إذا قلنا: إن (إدبار النجوم) صلاة الفجر، ففي هذه الحالة يكون المعنى: صل صلاة الصبح وقت استتار النجوم، ومتى تستتر؟ تستتر بانتشار الضوء الذي هو الإسفار.
وهذه المسألة فيها خلاف بين الفقهاء، على ثلاثة أقوال: القول الأول: إنه يغلس بصلاة الفجر، يعني: تصلى في أول الوقت.
القول الثاني: إنه يصلى في وقت الإسفار.
القول الثالث: -وهو الراجح-: أن أدلة كلا الفريقين صحيحة؛ لكن المقصود: أنه يدخل في الصلاة في وقت الغلس ثم يطيل الصلاة حتى ينصرف منها وقت الإسفار، هذا هو الجمع، والله تعالى أعلم.