حقيقة المخاطبين بقوله: (فبأي آلاء ربكما تكذبان)
قوله تعالى: ﴿فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ الخطاب هنا للثقلين، وهذان الثقلان هما الجن والإنس، ومدلول عليهما بقوله تعالى: ﴿وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ﴾ يعني: للخلق، وسوف يأتي النص بذكر الثقلين صريحاً فيما بعد في قوله: ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ﴾ [الرحمن: ٣١].
فهذا يؤكد أن المقصود بالخطاب هنا الجن والإنس؛ لأنهما المكلفون بشكر النعم، والفاء لترتيب الإنكار والتوبيخ على ما فصل من فنون النعماء، وصنوف الآلاء الموجبة للإيمان والشكر حتماً، والتعرض لعنوان الربوبية المنبئة عن المالكية الكلية؛ لأنه لم يقل: فبأي آلاء إلهكما أو نحو ذلك، وإنما قال: ((فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا)).
إذاً التذكير هنا بصفة الربوبية؛ لأنها تنبئ عن الملكية الكلية، وأن الله سبحانه وتعالى مالك كل شيء، فالله يملك ما في السماوات والأرض.
كذلك أيضاً الربوبية فيها معنى التربية مع الإضافة إلى ضميره: ((رَبِّكُمَا)) لتأكيد النكير عليهم بإهمال شكر هذه النعم، ولتشديد التوبيخ.