معنى قوله تعالى: (فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام)
قوله تعالى: ﴿فَمَنْ لَمْ يَجِدْ﴾ أي: من لم يجد الهدي، لفقد الهدي أو فقد ثمنها ﴿فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ﴾ يعني: عليه صيام ثلاثة أيام في الحج.
واختلفوا في صيام هذه الأيام الثلاثة، فبعضهم قال: في أشهر الحج، وبعضهم قال: بعد الإحرام بالحج، وأقرب الأقوال -والله تعالى أعلم- أنه يكون السادس والسابع والثامن من ذي الحجة، ولا يكون في التاسع (يوم عرفة) حتى لا يضعف عن الدعاء.
وبعض العلماء قالوا: يحرم بالحج، ثم يصوم وهو محرم.
وقام الدليل على جواز صيام أيام التشريق الثلاثة التي هي: الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، وهي بعد يوم العيد، وصوم أيام التشريق منهي عنه لغير المحرم الذي لم يجد الهدي.
إذاً: يجوز صوم الثلاثة الأيام يوم ستة وسبعة وثمانية من ذي الحجة، ولا يجوز صومها أيام التشريق على أصح قولي الشافعي، قاله السيوطي، وقد تقدم أن هناك دليلاً يدل على جواز صيامها.
﴿وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ﴾ أي: إلى وطنكم مكة أو غيرها، وقيل: إذا فرغتم من أعمال الحج، وفيه التفات عن الغيبة ﴿تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ﴾، هذا تأكيد لما قبله.
﴿ذَلِكَ﴾ أي: الحكم المذكور، وهو الصيام على من تمتع: ﴿لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ يعني: بأن لم يكونوا على دون مرحلتين من الحرم عند الشافعي، فإن كان فلا دم عليه ولا صيام وإن تمتع.
﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ﴾ أي: فيما يأمركم به وينهاكم عنه ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾.