تفسير قوله تعالى: (ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأي آلاء ربكما تكذبان)
﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن: ٤٦ - ٤٧].
قوله: ((وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ))، يقول القاسمي رحمه الله تعالى: أي: قيامه عند ربه للحساب.
((مَقَامَ)) هنا مصدر بمعنى القيام.
إذاً: فمعنى ((مَقَامَ رَبِّهِ)): قيام الشخص ووقوفه بين يدي الله للحساب، فحينما خاف مقام ربه للحساب ترتب على ذلك أنه في الدنيا أطاعه بأداء فرائضه واجتناب معاصيه.
فإذاً: إذا كان المقصود مقام العبد أمام ربه للحساب يوم القيامة، فلماذا أضيف للرب؟ أضيف للرب لأنه سوف يكون عند الله سبحانه وتعالى وأمام الله، وهذا كقول العرب: ناقة رقود الحل، يعني: رقود عند الحل.
تفسير آخر لقوله تعالى: ((وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ)) أي: موقفه الذي يقف فيه العباد للحساب، وذلك لاختصاص الملك يومئذ بالله تعالى، أو هو كناية عن خوف مقام الرب، بمعنى: من حصل له الخوف من مكان أحد يهابه وإن لم يكن فيه، فخوفه بطريق الأولى، يعني: لو أن شخصاً يحصل له الخوف إذا رأى المكان الذي يجلس عليه القاضي أو الملك أو كذا، فيهاب المكان حتى وإن لم يكن جالساً عليه، فلا شك أنه لو كان جالساً عليه فسيكون خوفه أشد بطريق الأولى.


الصفحة التالية
Icon