البشارة بمحمد ﷺ في إنجيل برنابا
أما إنجيل برنابا ففيه العبارات الصريحة المتكررة، بل الفصول الصافية التي يذكر فيها اسم محمد عليه الصلاة والسلام في عرضها ذكراً صريحاً، ويقول: إنه رسول الله، وقد نقل عن رحالة إنجليزي أنه رأى في دار الكتب البابوية في الفاتيكان نسخة من الإنجيل مكتوبة بالقلم الحميري قبل بعثة النبي ﷺ وفيها يقول المسيح: (وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ).
وقد بدل رهبان النصارى لفظة (الفارقليط) في المطبوعات الأخيرة بالمعزي، وقال بعضهم: لا عجب من هذه التحريفات المتجددة، لتجدد الطبعات، فإنها فرية القوم في كتبهم.
ومن البشارات التي ما زالت موجودة إلى الآن في الإنجيل حتى بعد تحريفه ما جاء في آخر أبواب إنجيل يوحنا، ونصها: إن كنتم تحبوني فاحفظوا وصاياي، وأنا أطلب من الأب فيعطيكم فارقليط ليثبت معكم إلى الأبد، روح الحق الذي لن يطيق العالم أن يقبله؛ لأنه ليس يراه ولا يعرفه، وأنتم تعرفونه؛ لأنه مقيم عندكم، وهو ثابت فيكم، والفارقليط الذي يرسله الأب باسمي، وهو يعلمكم كل شيء، وهو يذكركم كل ما قلته لكم، والآن قد قلت لكم قبل أن يكون حتى إذا كان تؤمنون.
وفي الباب الثالث عشر من إنجيل يوحنا: لكني أقول لكم الحق: إنه خير لكم أن أنطلق، لأني إن لم أنطلق لم يأتكم الفارقليط، فأما إن انطلقت أرسلته إليكم، فإذا جاء ذاك فهو يوبخ العالم على الخطية، وعلى الجرم، وعلى حكم، أما على الخطية فلأنهم لم يؤمنوا بي، وأما على الجرم فلأني منطلق إلى الأب ولستم ترونني بعد، وأما على الحكم فإن آراكون هذه قد زيل، وإن لي كلاماً كثيراً أقوله لكم ولكنكم لستم تطيقون حمله الآن، وإذا جاء روح الحق ذلك فهو يعلمكم جميع الحق؛ لأنه ليس ينطق من عنده، بل يتكلم بكل ما يسمع -يعني: ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم: ٤]- ويخبركم بما سيأتي، وهو يمجدني؛ لأنه يأخذ مما هو لي ويخبركم.