تفسير قوله تعالى: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق)
يقول تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾ [الصف: ٩].
أي: على كل دين سواه، وذلك عند نزول عيسى بن مريم، وحين تصير الملة واحدة فلا يكون دين غير الإسلام.
وقال الزمخشري: أي: ليعليه على جميع الأديان المخالفة له، ولعمري! لقد فعل، فما بقي دين من الأديان إلا وهو مغلوب مقهور لدين الإسلام.
وهذه حقيقة في كثير من بلاد العالم، فالمسلمون هم ثاني ديانة مثلاً في أمريكا بعد النصرانية، وثاني ديانة في بريطانيا، وثاني ديانة في فرنسا، وهي في الحقيقة أول ديانة؛ لأن النصارى في الغرب لم يعودوا نصارى أساساً، بل هم كافرون بالنصرانية في الغالب، فالأعم الأغلب أنهم لا دين لهم.
﴿وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ يعني: ما فيه من محض التوحيد، وإبطال الشرك.