تفسير قوله تعالى: (فانطلقوا وهم يتخافتون)
قال تعالى: ﴿فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ﴾ [القلم: ٢٣].
أي: يكتمون ذهابهم ويتسارون فيما بينهم أي: يهمس بعضهم لبعض حتى لا يسمع أحد الصوت فيستيقظ أحد من المساكين فيحضر.
﴿أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ﴾ أي: فقير.
فالجملة مفسرة، أو أن (أَنْ) مصدرية، أي: بأن.
وقال الزمخشري: والنهي عن الدخول للمسكين نهي لهم عن تمكينه منه.
يعني ليس المقصود أن لا يدخلها مسكين فحسب، بل المقصود أن لا تمكنوا مسكيناً من أن يأخذ شيئاً من الحصاد، أي: لا تمكنوه من الدخول حتى يدخل.
كقولك: لا أرينك هاهنا.
قوله: ﴿فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ﴾ يقول القرطبي: يعني يخفون كلامهم ويسرونه لئلا يعلم بهم أحد.
وقيل: يخفون أنفسهم من الناس حتى لا يروهم، وكان أبوهم يخبر الفقراء والمساكين فيحضروا وقت الحصاد والصراب.