تفسير قوله تعالى: (سأل سائل بعذاب واقع)
سورة المعارج تسمى سورة (سأل سائل)، وهي مكية، وآيها أربع وأربعون.
قال تعالى: ﴿سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ﴾ [المعارج: ١].
قوله تعالى: ﴿سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ﴾ قال مجاهد: أي: دعا داع بعذاب يقع في الآخرة، وهو قولهم: ﴿وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [الأنفال: ٣٢]، والسائل هو النضر بن الحارث بن كلدة فيما رواه النسائي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.
ودعاؤه بقوله -كما قصه الله تعالى-: ((اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ))، فلم يوفق إلى أن يقول: فاهدنا إليه.
لكنه علقه على تعجل العذاب: ((اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)).
وقد قيل: إن الموعود بوقوعه عذاب الدنيا.
أي: هذا النضر بن الحارث الذي يدعو بالعذاب سيقع به العذاب؛ لكن على التفسير الأول سوف يقع في الآخرة، وعلى الثاني سيقع في الدنيا، وبالفعل قتل النضر بن الحارث يوم بدر، ففي هذه الآية إخبار عن مغيب وقع مصداقهُ.


الصفحة التالية
Icon