تفسير قوله تعالى: (إنهم كانوا لا يرجون إلا عذاباً)
قال تعالى: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَاباً * وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّاباً * وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً * فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً﴾ [النبأ: ٢٧ - ٣٠].
﴿إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَاباً﴾ * ﴿وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّاباً﴾ أي: يعذبون ذلك العذاب لأنهم كانوا موصوفين بهذه الرذائل، من عدم توقع المكافآت والتكذيب بالآيات، فلم يعملوا صالحاً رجاء الجزاء ولم يعلموا علماً فيصدقوا بالآيات.
فقوله: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَاباً﴾ أي: لا يتوقعون حساباً.
﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً﴾ أي: كل شيء من أعمالهم ضبطناه بالكتاب عليهم في صحائفهم وكتبهم.
﴿فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً﴾ أي: يقال لهم: ذوقوا؛ تقريعاً وتأنيباً لهم من تكثيف العذاب، وإعلاماً بمضاعفته، قال تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ﴾ [النساء: ٥٦] وقال تعالى: ﴿كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً﴾ [الإسراء: ٩٧] والعياذ بالله.


الصفحة التالية
Icon