تفسير قوله تعالى: (إن الأبرار لفي نعيم وما هم بغائبين)
قال تعالى: ﴿إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ * يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ * وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ﴾ [الانفطار: ١٣ - ١٦].
﴿إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ﴾ أي: إن الذين بروا بأداء فرائض الله واجتناب معاصيه في الجنة ينعمون فيها، والأبرار جمع بر، وهو المتصرف بالبر أي الطاعة.
قال الأصفهاني: وقد اشتمل على البر قوله تعالى: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ﴾ [البقرة: ١٧٧] ﴿وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ﴾ أي: الذين انحرفوا عن أمر الله وخالفوه.
قوله: ﴿يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ﴾ أي: يوم يدان العباد بالأعمال فيجازون بها.
قوله: ﴿وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ﴾ أي: بخارجين؛ لأنهم مخلدون في النار.