تفسير قوله تعالى: (وإذا انقلبوا إلى أهلهم عليهم حافظين)
﴿وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ * وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ﴾ [المطففين: ٣١ - ٣٣].
((وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ} أي: إذا انقلب هؤلاء المجرمون من مجالسهم إلى أهليهم انقلبوا فكهين بالسخرية وحكاية ما يعيبون به أهل الإيمان، أو فاكهين بما هم فيه من الشرك والطغيان والتنعم في الدنيا.
((وَإِذَا رَأَوْهُمْ)) يعني: إذا رأوا المؤمنين.
((قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ)) يعني: تركهم لما عليه العامة، والاعتصام بغيره.
((وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ)) يعني: ما أرسل هؤلاء المجرمون القائلون ما ذكر على المسلمين حافظين لأعمالهم، فهذه جملة حالية من واو (قالوا) أي: قال أولئك والحال أنهم ما أرسلوا من جهة الله تعالى موكلين بهم يحفظون عليهم أحوالهم، ويهيمنون على أعمالهم، ويشهدون بغيهم وضلالهم.
وهذا تهكم بهم! وقد جوز أن يكون ذلك من جملة قول المجرمين، كأنهم قالوا: إن هؤلاء لضالون، وما أرسلوا علينا حافظين يعني: إنكاراً لصدهم عن الشرك ودعوتهم إلى الإسلام، وإنما قيل (عليهم) نقلاً له بالمعنى، كما في قولك: حلف لأفعلن.