تفسير قوله تعالى: (هو الذي خلق لكم ما في الأرض)
قال تبارك وتعالى تأكيداً على البعث الذي أنكروه: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا﴾ [البقرة: ٢٩].
يعني: خلق الأرض وما فيها لتنتفعوا به وتعتبروا.
قوله: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ﴾ يعني: بعد خلق الأرض قصد إلى السماء.
قوله: ﴿فَسَوَّاهُنَّ﴾ الضمير يرجع إلى السماء؛ لأنها في معنى الجمع الآيلة إليه.
قوله: ﴿فَسَوَّاهُنَّ﴾ يعني: صيرها، وفي آية أخرى: ﴿فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ﴾ [فصلت: ١٢].
قوله: ﴿فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: ٢٩] يعني: يعلم على سبيل الإجمال وعلى سبيل التفصيل كل دقائق الأمور، أفلا تعتبرون أن القادر على خلق ذلك ابتداء -وهو أعظم منكم- قادر على إعادتكم؟ فخلق السماوات والأرض أعظم من خلق الناس، فمن خلق ذلك أفلا يقوى على إعادتكم أنتم؟!