تفسير قوله تعالى: (أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه)
قال تعالى: ﴿أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [المائدة: ٧٤].
قوله تعالى: (أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ) يعني: مما قالوا.
وهذا استفهام وتوبيخ (وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) أي: غفور لمن تاب رحيم به.
وهذا فيه فضيلة عظيمة جداً للتوبة، وأن باب التوبة مفتوح مهما اكتسب الإنسان من المعاصي والكبائر والمخالفات؛ لأنه إذا كان هؤلاء الذين شتموا الله وسبوا الله وزعموا أن الله ثالث ثلاثة وقالوا غير ذلك من الكفر والشرك، ومع ذلك يفتح لهم باب التوبة على مصراعيه، ويقول لهم: ﴿أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾، فإذا كان هؤلاء المشركون -مع كفرهم وسبهم لله وشتمهم له- يتوب الله تعالى عليهم إن تابوا إليه، فكيف بمن دونهم من أهل التوحيد ممن غشي الكبائر والذنوب؟! ففي هذه الآية تطميع لأهل التوحيد في التوبة مما هو أقل من كفر هؤلاء الكافرين.
وقال -أيضاً- في حق المشركين: ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ﴾ [الأنفال: ٣٨].