تفسير قوله تعالى: (إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين)
ثم قال عز وجل: ﴿إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ﴾ [الأنعام: ١٣٤].
قوله: (إنما توعدون) يعني: من البعث وأحواله وأهواله.
وقوله: (لآتٍ) يعني: لكائن لا محالة.
وقوله: (وما أنتم بمعجزين) أي ما أنتم بفائتين، والله لا يعجز عنكم.
وهذا رد لقول هؤلاء المشركين: إن من مات فقد فات.
أي: لن يستطيع أحد أن يعيده إلى الحياة.
فرد الله سبحانه وتعالى على ذلك، وبين أنه قادر على إعادتهم وإن صاروا رفاتاً، فقال: ﴿إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ﴾ [الأنعام: ١٣٤]، أي: لن تعجزوا الله؛ لأنهم زعموا: ﴿وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ [السجدة: ١٠] أي: إذا تهنا وضعنا في الأرض وصرنا تراباً فكيف نكون في خلق جديد؟ فقال الله عز وجل رداً عليهم: (إنما توعدون) أي: من البعث والنشور (لآتٍ) قطعاً (وما أنتم بمعجزين) أي: ما أنتم بفائتين، بل نحن قادرون على بعثكم ونشوركم وحسابكم.


الصفحة التالية
Icon