وجوب الإيمان بالله عز وجل والانقياد لأوامره
وقوله تعالى: ((إِنْ كُنتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ)) يعني: اعملوا بما ذكر من توزيع الغنيمة بهذه الكيفية، وارضوا بهذه القسمة، فالإيمان يوجب العمل بالعلم والرضا بالحكم.
وقد جاء في الصحيحين قول النبي ﷺ لوفد عبد القيس: (وآمركم بأربع، وأنهاكم عن أربع: آمركم بالإيمان بالله، ثم قال: هل تدرون ما الإيمان بالله؟ شهادة أن لا إله ألا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وأن تؤدوا الخمس من المغنم)، فجعل أداء الخمس من جملة الإيمان.
وقوله: ((إِنْ كُنتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا)) يعني: إن كنتم آمنتم بالله وبالمنزل.
((عَلَى عَبْدِنَا)) أي: محمد ﷺ من الآيات والملائكة والنصر.
((يَوْمَ الْفُرْقَانِ)) أي: يوم بدر؛ فإنه فرق فيه بين الحق والباطل.
((يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ)) جمع المؤمنين وجمع الكافرين، فالتعريف للعهد، وكان التقاؤهما يوم الجمعة لسبع عشرة مضت من رمضان، والمؤمنون يومئذٍ ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، والمشركون ما بين الألف والتسعمائة، فهزم الله المشركين، وقتل منهم زيادة على سبعين، وأسر منهم مثل ذلك.
((وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) فيقدر على نصر القليل على الكثير، كما فعل بكم يوم بدر.