تطابقوا عليها مع مخالفة هذه الأقوال للنصوص، وتجافيها عنها بمقدار تجافيها عن الحق، حتى وجد المضللون الذريعة لأن يقولوا: النبي العاشق، فضلُّوا وأضلوا كثيرا.
من أجل هذا تسامينا بما فوق طاقتنا، واستخرنا الله تعالى، وكتبنا معاني الذكر الحكيم، كما أدركت عقولنا، (لا يُكَلِّفُ اللَّه نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا).
، ولا يكلف إنسان فوق طاقته، وإننا نقارب ونسدد.
وإنه يجب أن ننبه إلى أمور ثلاثة:
أولها: أننا لَا نتجه إلى الأغاريب إلا إذا اضطررنا لتوجيه المعاني وتقريب الناس من إدراكها، وإن ذلك نادر، وليس بالكثير.
ثانيها: أننا لَا نذكر من القراءات المختلفة إلا إذا ترتب على اختلافها اختلاف في المعاني، فنذكرها كلها، على أنها كلها قرآن، وأن هذه المعاني كلها مقصود في القرآن السامي، ودليل على إعجازه.
ثالثها: أننا في بعض المواضع نأتى بالكلام مطنبا، وذلك لنقرب الناس من معاني القرآن التي تكون موجزة في ألفاظها ثرية في معانيها، فنحاول أن نقرب الناس من هذه المعاني؛ لأنه ليس عندنا طاقة هذا الإيجاز البليغ الذي هو من دلائل الإعجاز.
هذا وإنا لَا نحاول فيما يتعلق بالكون أن نحمل الألفاظ السامية فوق ما تحتمل أو غير ما تحتمل.
اللهم نسألك التوفيق، فلولا توفيقك ما اهتدينا، ولا وصلنا إلى غاية. إنك أنت السميع البصير، ولا نستمد العون إلا منك، وإنك نعم المعين.
* * *


الصفحة التالية
Icon