(٦) وفيها بيان فريضة الحج المحكمة وبيان الوحدة الإسلامية، وفي جمعها مع الحج في موضع واحد إشارة إلى أن الحج من وسائلها، وأعقب ذلك ببيان فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنها ركن الوحدة الإسلامية ودعامتها، والذريعة لجعل هذه الوحدة على ألسس فاضلة مشتقة من هَدْي الدين الحكيم.
(٧) وفيها بيان واجب قادة المؤمنين من ألا يتخذوا بطانة من غير المؤمنين؛ إذ هم في حقيقة أمرهم لَا يألون المؤمنين خبالا ويودون عنتهم، ثم فيها تفصيل محكم لغزوة أحد، وبيان سبب الهزيمة وأعقابها، والعبرة في هذه الغزوة التي كانت فيها هزيمة ولكن لم يكن فيها خذلان، بل كانت العبرة فيها والاعتبار بها باب الفتح المبين. وفي أثناء القصة وختامها بيان حال قتلى المؤمنين وأنهم أحياء عند ربهم يرزقون.
(٨) وفيها إشارة إلى أعمال المنافقين في النصر والهزيمة، واتباع ضعاف
الإيمان لوسوستهم، وصيانة الله لأقوياء الإيمان من أعمالهم.
(٩) ثم فيها عزاء للنبي - ﷺ - بذكر ما كُذِّب به الأنبياء السابقون مع أنهم أتوا بالبينات والأدلة الحسية القاطعة إذ قال سبحانه: (فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِن قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ).
(١٠) وفيها بيان أن الله سبحانه سيبتلي المؤمنين ويختبرهم، وفي الابتلاء صقل إيمانهم.
(١١) وفيها بيان أخلاق المؤمنين وتفكرهم في خلق السماوات والأرض وما بينهما، وضراعتهم إلى ربهم، واستجابة الله تعالى لهم، وجزاؤهم يوم القيامة، والمقابلة بينه وبين جزاء الكافرين الذين اغتروا بالحياة الدنيا مع أن متاعها قليل، وفيها إنصاف كريم لبعض أهل الكتاب الذين آمنوا وصدقوا ولم يسرفوا على أنفسهم بالإنكار والتكذيب مع قيام الدلائل الواضحة القاطعة.