(قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا...).
لكن قومه عاندوا واستمروا في جحودهم فأنذرهم (... سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (٩٣)، ثم ينجى اللَّه تعالى شعيبا والذينِ آمنوا معه وتأخذ الصيحة الذين ظلموا وتلك عاقبة المكذبين (... أَلا بُعْدًا لِّمَدْيَن كَمَا بَعِدَتْ تمُودُ) ثم جاء ذكر موسِى عليه السلام مع الطاغية فرعون في قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (٩٦) إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَإِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (٩٧) يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (٩٨) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (٩٩).
العبرة من القصص الحكيم بيَّن سبحانه العبرة من هذا القصص وأنه كان غيبا على النبي - ﷺ - فقال تعالى: (ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ)، أي تقادم أثره كالزرع المحصود، وإن هؤلاء أخذوا بذنوبهم فما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون، وأن آلهتهم التي عبدوها من دون اللَّه ما أغنت عنهم وما زادتهم إلا هلاكا.
(وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (١٠٢).
وإن في ذلك عبرة لمن خاف عذاب الآخرة، ذلك اليوم المشهود الذي أخر لأجل محدود (يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (١٠٥).
ثم بين سبحانه مال الذين كفروا وشقوا ففي النار، لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك.
كما بيَّن سبحانه الذين سعدوا وهم أهل الإيمان (فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) أي غير منقطع.