طلبوا أن تنزل عليهم الملائكة، وأقسموا باللَّه لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها، ولو جاءتهم لَا يؤمنون، فاللَّه تعالى يبين أنهم لو رفعهم إلى الملائكة وفتح لهم بابا يرتفعون إليه، فقال:
(وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ)، أي فتحنا عليهم فرجة من السماء واتجهوا إليها فاستمروا فيها يرتفعون بها صاعدين إليها، حتى يروا الملائكة عيانا بيانا، مما آمنوا و
(لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا... (١٥) أي سحرت أعيننا، أو سدت علينا مسام الإدراك، (بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ) الإضراب للترقي في الحكم من سحر أبصارهم إلى سحر كل أجسامهم، وليسوا آحادا بل إنهم قوم مسحورون.
وهكذا تجد الكفر قد استقر في قلوبهم فلا يؤمنون بأية آية ولا يصدقون أي دليل، فذرهم في غيهم يعمهون ولا تلتفت إليهم (ادْعُ إِلَى سَبيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ...).
* * *
بدائع الخلق والتكوين
قال اللَّه تعالى:
(وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (١٦) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (١٧) إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ (١٨) وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (١٩) وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (٢٠) وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (٢١) وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ