(يَرْجُمُوكُمْ)، أي يقتلوكم بالحجارة، وهي أشد أنواع القتل، وأقساها، (أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ) في وثنيتهم، و (أَوْ) هنا في معنى (إلا)، أي يرجموكم، ولن ينجيكم من الرجم إلا أن تعودوا طوعا أو كرها إلى الوثنية التي فررتم منها فرار السليم من الجرب، وفي هذه الحال تكون الخسارة الدائمة إلى يوم القيامة، وقد قالوا في ذلك: (وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا)، و (لَن) للنفي المؤكد، ويقول الزمخشري للنفي المؤبد: ومهما يكن معنى (لَن) فإن النفي مؤبد بقوله تعالى: (أَبَدًا) وفي التعبير بـ (إِذًا) أي أن عدم الفوز سبب عن عودتكم في ملتهم، فهو حرمان اقترن به سببه، بعثهم اللَّه تعالى بأن أيقظهم منه كما يبعث الموتى وإن لم يموتوا، وقد تعوفوا العصر الذي بعثوا فيه.
* * *
أعثر الله عليهم وعددهم
قال اللَّه تعالى:
(وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (٢١) سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (٢٢) وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (٢٣) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (٢٤)
* * *