ذُكرت صلة القربى بعدهما من باب ذكر الخاص بعد العام؛ للأهمية والتأكيد على حقوق ذوي القربى.
وجاء هذا التنبيه؛ لأن كثيراً من الناس من يحسن إلى البعيد وينسى القريب؛ إما غفلة عن قرابته – كما قيل: شدّة القُرب حجاب - وإما سعياً إلى السمعة بين الناس، وهذا لا يتحقق بالإحسان إلى القريب كما في الإحسان إلى البعيد، وإما طمعاً بعلاقات جديدة غير علاقة القربى؛ لأنها مضمونة.
- لماذا لم يُخَص الوالدين بالذكر كما في قوله تعالى (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا) (النساء: ٣٦)؟
لم يُخَص الوالدين بالذكر؛ لأن آية النحل (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى.. ) عامة، وآية النساء (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى... ) تفصيلية، فناسب عدم ذكر الوالدين في "سورة النحل"؛ لأن الوالدين يدخلان ضمن ذوي القربى دخولاً أولوياً.
- لماذا جاء التعبير في هذه الآية بـ (وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى) وليس "وإيتاء أولي القربى"؟
وقبل الإجابة عن السؤال فلا بد من بيان معنى "ذو" و"أولو"، فأما "ذو" اسم بمعنى الصاحب، فـ "ذو القربى" صاحب علاقة القرابة، و"أولو" جمع بمعنى "ذو"، ولا واحد له من لفظه.
ولكن جاء التعبير في القرآن بـ "أولي القربى" في سياق الكلام عن المقرَّبين من الأقارب، وانظر – بارك الله فيك – إلى الآيات: