تفسير قوله تعالى: (إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض)
فلما برئ مما يشرك به قومه أصبح الناس ينتظرون منه ما سيعبده، فقال: ﴿إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام: ٧٩].
ولم يقل عليه السلام: وجهت وجهي لمن خلق الشمس والقمر والنجوم التي كان يحاجج بها، وإنما أدرج في ذلك كل المخلوقات؛ لأن الله رب المخلوقات جميعاً، فقال: ﴿إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام: ٧٩]، فهو عليه السلام -إمام الحنفاء، وشيخ الأنبياء، وإليه تنسب الملة، وكان شيخ الحنفاء لأربعة أمور: أولها: أنه جعل ماله للضيفان.
والثاني: أنه جعل بدنه للنيران.
والثالث: أنه جعل ولده للقربان.
والرابع: أنه جعل قلبه للرحمن.


الصفحة التالية
Icon