بيان ما قيل في اقتران (يسألونك) بالواو وخلوها منها
وكلمة ((يَسْأَلُونَكَ))، وردت في القرآن مراراً بدون واو وبالواو، قال الله جل وعلا في البقرة: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ﴾ [البقرة: ١٨٩]، وقال جل وعلا في البقرة أيضاً: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ﴾ [البقرة: ٢١٧]، وقال جل وعلا: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ﴾ [البقرة: ٢١٩]، وقال جل وعلا: ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ﴾ [المائدة: ٤]، وقال تبارك وتعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ﴾ [الأعراف: ١٨٧]، وقال جل ذكره: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ﴾ [الأنفال: ١]، وقال تبارك وتعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ﴾ [الإسراء: ٨٥]، وقال جل وعلا: ﴿يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ﴾ [الأحزاب: ٦٣]، وقال تبارك اسمه: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ﴾ [النازعات: ٤٢].
فهذه سؤالات وردت من الصحابة للنبي ﷺ من غير واو.
وجاء في القرآن لفظ (يسألونك) مقروناً بالواو، قال الله تعالى: ﴿ويَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ﴾ [البقرة: ٢١٥]، وقال جل وعلا: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى﴾ [البقرة: ٢٢٠]، وقال جل ذكره: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ﴾ [البقرة: ٢٢٢]، وقال جل ذكره: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ﴾ [الكهف: ٨٣]، وقال تبارك وتعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا﴾ [طه: ١٠٥].
قال بعض العلماء: إن (يسألونك) إذا لم تكن مقترنة بواو يكون السؤال قد وقع من الصحابة، وأما إذا كان مقترنة بالواو فإن الله يخبر به لعلمه جل وعلا أنه سيقع.
وأقول: إن الأمر لم يثبت لدينا فيه بيان شاف، والله أعلم.