تعرية المنافقين بذكر أوصافهم
وفي هذا الدرس -إن شاء الله تعالى- نختار -كالعادة- بعضاً من آيات هذه السورة، وسنقف عند قول الرب تبارك وتعالى: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ * إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ﴾ [التوبة: ٥٨ - ٦١] إلخ هذه الآية.
ثم سنقف إن شاء الله تعالى عند قوله تبارك وتعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ﴾ [التوبة: ١٠٠]، وسنقف عند قول الرب تبارك وتعالى: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [التوبة: ١٠٧].
هذه هي مواضيع هذا الدرس، نسأل الله جلت قدرته أن ييسر النفع بها للجميع.
فنقول: إن الله جل وعلا ذكر في هذه السورة المجتمع المدني الذي كان يعم بالأخيار، ولكن لم يكن يخلو من المنافقين، وكان المنافقون مجاورين للنبي ﷺ في المدينة ممن مردوا على النفاق كما أخبر الله جل وعلا في القرآن، وهذه السورة سميت بسورة الفاضحة؛ لأنها فضحت المنافقين، كما قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ما زال ينزل من هذه السورة: (ومنهم ومنهم ومنهم) حتى خشي المنافقون أن يسموا بأسمائهم، نسأل الله العافية.
وقوله: (منهم) (من) فيه بعضية، وليست بيانية، وستأتي: (من) البيانية، فقول الله تعالى: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ﴾ [التوبة: ٥٨] معناه: وبعض من المنافقين يلمزك في الصدقات.