تفسير قوله تعالى: (إنما الصدقات للفقراء والمساكين)
ثم قال الله: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ﴾ [التوبة: ٦٠] هذه آية عارضة داخلة في مجمل بيان الله لأحوال الناس، وإنما كان القول بها قطعاً لأطماع المنافقين في أن يكون لهم حظ من المال.
قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: ٦٠].
(إنما) لغوياً تفيد الحصر، وهي أحد أساليب الحصر في لغة العرب، وأحد أساليب الحصر في القرآن، وقول الرب تبارك وتعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ) مع ذكر باقي الثمانية دليل على أنه لا يجوز أن تعطى الصدقات لغير هؤلاء الثمانية.
والصدقات هنا المقصود بها الزكاة الشرعية، وليس المقصود بها صدقة التطوع، فالمراد الزكاة التي هي قرينة الصلاة، والتي هي الركن الثالث من أركان الإسلام.


الصفحة التالية
Icon