الاعتياض بقراءة القرآن وتلاوته عن زينة الحياة الدنيا
يقول تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾ [الحجر: ٨٧]، فالله يمن على نبيه بهذا القرآن، وهذه المنة بالقرآن تجعل النبي ﷺ ومن تبعه لا ينظر إلى زينة الحياة الدنيا، حيث يقول تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾ [الحجر: ٨٧] أي: وبما أننا آتيناك هذه السبع المثاني والقرآن العظيم: ﴿لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [الحجر: ٨٨]، وجاء في سورة طه: ﴿وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا﴾ [طه: ١٣١].
إذاً: من أعظم ما يعين الإنسان على ترك التعلق بالدنيا قراءة وتلاوة القرآن، على أنه ينبغي أن يفهم أن قول الله جل وعلا لنبيه: ﴿لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ﴾ [الحجر: ٨٨] لا يعني تحريم طيبات الحياة الدنيا؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (حبب إلي من دنياكم النساء والطيب)، ولكنه قال بعدها (وجعلت قرة عيني في الصلاة) فالإنسان قد جبل على أن يحب شيئاً من الدنيا، فهذا يحب التجارة، وهذا يحب السيارات، وهذا يحب العقار، وهذا يحب الجلسات البرية، وهذا يحب الصيد، والناس في ذلك يختلفون، وهذا لا ينافي الشرع إذا كان الإنسان يأخذ منه بقدر؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يحب النساء، ويحب أن يتجمل بالطيب، ولكن المؤمن يجد مكمن الحلاوة وجليل اللذة في صلاته؛ لأنها تقف به بين يدي رب العالمين جل ذكره، فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول: (وجعلت قرة عيني في الصلاة).