تأملات في قوله تعالى: (سواء منكم من أسر القول)
ثم قال جل وعلا: ﴿سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ﴾ [الرعد: ١٠].
المقصود من الآية: إحاطة علم الله جل وعلا بكل شيء، فإن الإسرار أو حديث الإنسان إلى نفسه، والجهر أو حديث الإنسان إلى غيره، ومخلوقات منها ما جعلها الله تدب في النهار ومنها ما تدب في الليل، سواء مخلوقات البحر أو البر، فهذا كله بالنسبة للرب تبارك وتعالى كأنه شيء واحد؛ لذلك قال سبحانه: ﴿سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ﴾ [الرعد: ١٠].
فالله جل وعلا لطيف خبير لا يخفى عليه من خلقه شيء، فلا يخفى ما تكنه الصدور وتضمره القلوب، ولا ما تنطوي عليه الأفئدة، ويبيته الإنسان، فكل ذلك لا يخفى على ربنا تبارك وتعالى، والسعيد من صلحت سريرته، واستقامت نيته، واستغفر الله تبارك وتعالى بكرة وأصيلاً، وآب إلى ربه في كل آن وحين.