البهجة بها
ثم قال الرب تبارك وتعالى: ﴿وَلَكُمْ فِيهَا﴾ [النحل: ٦]، أي: في الأنعام ﴿جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ﴾ [النحل: ٦]، والرواح هو عودة الأنعام من المرعى، وأما السروح فهو ذهابها، وإنما قدم الله جل شأنه الإياب هنا؛ لأن الإنسان تقر عينه بعودة دوابه وقد رعت وأصبحت أعظم بطوناً وأحفل ضروعاً مستقرة في حظائرها عنده بجواره.
فلذلك قدم الله جل وعلا الرواح على السروح رغم أن السروح مقدم على الرواح، وهذا من أسباب التقديم والتأخير في كلام الله.