مناسبة تفسير الآيات من سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وعلى سائر من اقتفى أثره واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: ففي هذا الدرس -بعون الله وتوفيقه- سننتقل إلى سورة النساء، بعد أن أنهينا وقفات ثلاث مع سورة آل عمران، والمناسب في الانتقال واختيار الآيات من سورة النساء هو أننا قد تحدثنا في سورة آل عمران عن بعض جرائم اليهود، وتكلمنا عن مسجد الصخرة، وما إلى ذلك.
وهنا ننتقل إلى إتمام الحديث من سورة أخرى هي سورة النساء؛ وللعلم ببعض عقائد النصارى بعد أن بينا شيئا من عقائد اليهود، ثم نعرج على بعض الأحكام الفقهية التي يستلزم الحديث عنها في الآيات.
فنقول مستعينين بالله عز وجل: سورة النساء سورة مدنية جاءت متنوعة الأغراض كأكثر سور القرآن، حيث ذكر الله جل وعلا فيها جملة من العقائد، وجملة من الآداب، وجملة من الأحكام، ولأن السورة من أكثر سور القرآن حديثا عن أحكام النساء نعتت بسورة النساء، وقد سبق أن بينا أن تسمية سور القرآن الراجح فيها أنها توقيفية فعلها الصحابة بإذن من النبي صلى الله عليه وسلم.
وهناك سورة أخرى تنعت بأنها سورة النساء الصغرى، وهي سورة الطلاق، لأن السورتين تحدثتا كثيراً عن أحكام النساء وما يتعلق بهن.


الصفحة التالية
Icon