إشارات مجملة في تفسير سورة الأنعام
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلق فسوى، وقدر فهدى، وأخرج المرعى، فجعله غثاء أحوى، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وعلى سائر من اقتفى أثره واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن هذا الدرس سيكون حول سورة الأنعام، وكنا قد استفتحنا تفسيرها في درس ماض، وذكرنا أن من المقدمات المهمة في تفسيرها أن هذه السورة سورة مكية، وأن أكثر أهل العلم يقول إنها نزلت جملة واحدة، كما روي ذلك عن ابن عباس، وأنه نزل معها سبعون ألف ملك يشيعونها، وقلنا: إن هذه السورة أصل في إثبات الحجة على المشركين، وإنها اعتمدت على أسلوبين هما: أسلوب التقرير وأسلوب التلقين، وبينا هذا في موطنه.