قال: فقلنا: إنا اختلفنا في القراءة. قال: فاحمرَّ وجهُ رسول الله ﷺ وقال: إنما هلكَ من كان قبلكم باختلافهم بينهم. قال: ثم أسرّ إلى عليّ شيئًا، فقال لنا علي: إنّ رسول الله ﷺ يأمرُكم أن تقرأوا كما عُلِّمتم (١).
١٤- حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن عيسى بن قرطاس، عن زيد القصار، عن زيد بن أرقم، قال: كنا معهُ في المسجد فحدثنا ساعة ثم قال: جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: أقرأني عبد الله بن مسعود سورة، أقرأنيها زيدٌ وأقرأنيها أبيّ بن كعب، فاختلفت قراءتهم، فبقراءةِ أيِّهم آخُذُ؟ قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وعليٌّ إلى جنبه، فقال علي: ليقرأ كل إنسان كما عُلِّم، كلٌّ حسنٌ جميل (٢).
١٥- حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عروة بن الزبير: أن المِسْوَر بن مَخْرمة وعبد الرحمن بن عبد القاريّ أخبراه: أنهما سمعا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورةَ الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة لم يُقْرِئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبَّرت حتى سلَّم، فلما سلّم

(١) الحديث ١٣- إسناداه صحيحان أيضًا، وهو رواية أخرى للحديث قبله. ولم نجده بهذا الإسناد واللفظ في موضع آخر.
(٢) الحديث ١٤- هذا حديث لا أصل له، رواه رجل كذاب، هو "عيسى بن قرطاس"، قال فيه ابن معين: "ضعيف ليس بشيء، لا يحل لأحد أن يروى عنه". وقال ابن حبان: "يروى الموضوعات عن الثقات، لا يحل الاحتجاج به". وقد اخترع هذا الكذاب شيخًا له روى عنه، وسماه "زيد القصار"! لم نجد لهذا الشيخ ترجمة ولا ذكرًا في شيء من المراجع. وهذا الحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٧: ١٥٣- ١٥٤، وقال: "رواه الطبراني، وفيه عيسى بن قرطاس، وهو متروك". ومن العجب أن يذكر الحافظ هذا الحديث في الفتح ٩: ٢٣، وينسبه للطبري والطبراني، ثم يسكت عن بيان علته وضعفه! غفر الله لنا وله.


الصفحة التالية
Icon