فانفتَل وأخذ رداءه، (١) ثم أتى أبيّ بن كعب فقال: يا أبا المنذر = فتلا هذه الآية:"الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم" = وقد ترى أنا نظلِم، ونفعل ونفعل! فقال: يا أمير المؤمنين، إن هذا ليس بذاك، يقول الله تعالى ذكره: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾، إنما ذلك الشرك. (٢)
١٣٤٩٦ - حدثنا هناد قال، حدثنا بن فضيل، عن مطرف، عن أبي عثمان عمرو بن سالم قال: قرأ عمر بن الخطاب هذه الآية:"الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم"، فقال عمر: قد أفلح من لم يلبس إيمانه بظلم! فقال أبيّ: يا أمير المؤمنين، ذاك الشرك!
١٣٤٩٧- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أسباط، عن محمد بن مطرف، عن ابن سالم قال: قرأ عمر بن الخطاب، فذكر نحوه. (٣)
١٣٤٩٨ - حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا عبد الرحمن قال، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة في قوله:"ولم يلبسوا إيمانهم بظلم"، قال: بشرك.
١٣٤٩٩- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن سفيان، عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة، مثله.
١٣٥٠٠ - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا حسين، عن علي، عن زائدة،

(١) في المطبوعة: "فاشتغل"، وفي المخطوطة"فاسقل"، وفي الدر المنثور ٣: ٢٧"فانتقل" وكان ذلك لا معنى له، وكأن الصواب ما أثبت. يقال: "انفتل الرجل عن صلاته"، إذا انصرف، وهو من قولهم: "فتله عن وجهه فانفتل"، أي: صرفه فانصرف.
(٢) الأثر: ١٣٤٩٥ - هكذا جاء في المخطوطة: "عن ابن مهران"، وفي المطبوعة: "عن مهران"، وهما خطأ صرف فيما أرجح، وإنما هذا حديث ابن عباس، فالصواب إن شاء الله: "عن ابن عباس"، وهو نفس الأثر الذي قبله، ولكني تركته كذلك كما هو في المخطوطة، ووضعت ما شككت فيه بين القوسين.
(٣) الأثر: ١٣٤٩٦، ١٣٤٩٧ -"أبو عثمان، عمرو بن سالم الأنصاري"، معروف بكنيته، وقد مضى برقم: ٨٩٥٠. وقوله في الأثر الثاني"محمد بن مطرف"، خطأ فيما أرجح، وإنما هو"مطرف بن طريف"، كما في الأثر السالف. ولذلك وضعت"محمد بن" بين قوسين.


الصفحة التالية
Icon