(١)
* * *
(١)... حديث شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد، أو " أم سلمة "، لم يذكر أبو جعفر إسناده، وسأفصل القول فيه في هذا الموضع، فإن أبا جعفر لم يوف الأمر حقه، ولم يبينه بيانًا شافيًا.
١ - وهذا الحديث، رواه أحمد في مسنده في ثلاثة مواضع ٦: ٤٥٤، ٤٥٩، ٤٦٠، كلها من طريق: حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن شهر بن حوشب، عن " أسماء بنت يزيد "، والطريق الأولى والثالثة، مطولة، فيها قراءة آية سورة الزمر: ٥٣
﴿يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا وَلاَ يُبَالِي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾.
٢ - ومن هذه الطريق نفسها، رواه أبو داود الطيالسي في مسنده ص: ٢٢٦، رقم: ١٦٣١، مقتصرًا على الآية الأولى، " شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد الأنصارية ".
٣ - ورواه أبو داود في سننه ٤: ٤٧، من طريقين، رقم: ٣٩٨٢، ٣٩٨٣. الأولى: حماد، عن ثابت، عن شهر، عن أسماء بنت يزيد.
الثانية: عبد العزيز بن المختار، عن ثابت، عن شهر قال: سألت أم سلمة: كيف كان رسول الله يقرأ هذه الآية؟
٤ - ورواه الترمذي في " القراءات "، من طريق عبد الله بن حفص، عن ثابت البناني، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة.
وقال: وقد روي هذا الحديث أيضًا عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد.
٥ - ورواه أبو نعيم في الحلية ٨: ٣٠١، من طريق محمد بن ثابت البناني، عن ثابت البناني، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة. " وقال: حديث مشهور من حديث ثابت "، وانظر رقم (٨)، فإن الطيالسي جعله من حديث أم سلمة أم المؤمنين.
٦ - ورواه الحاكم في المستدرك ٢: ٢٤٩، مقتصرًا على آية " سورة الزمر "، التي ذكرتها في رقم: ١، من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن شهر، عن أسماء بنت يزيد، ثم قال: " هذا حديث غريب عال، ولم أذكر في كتابي هذا عن شهر، غير هذا الحديث الواحد ".
٧ - ورواه أحمد في مسنده ٦: ٢٩٤، ٣٢٢، من طريق هارون النحوي، عن ثابت البناني، عن أبيه، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة (وذلك في مسند أم سلمة أم المؤمنين. (وظني أن أبا جعفر ذهب إلى أن شهرًا دلس في هذا الحديث، فلا يعلم أأراد " أسماء بنت يزيد الأنصارية "، أم " أم سلمة " أم المؤمنين، ولذلك قال بعد: "ولا نعلم لشهر سماعًا يصح عن أم سلمة "، ولا شك أن الطبري عنى هنا " أم سلمة " أم المؤمنين." وأسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية "، هي مولاة " شهر بن حوشب "، وكنيتها " أم سلمة "، فلذلك صرح باسمها مرة، وكناها أخرى، وهذا لا يضر. و" شهر بن حوشب "، كان أروى الناس عن مولاته " أم سلمة "، "أسماء بنت يزيد " وقال أحمد: " ما أحسن حديثه "، ووثقه، وقال: " روى عن أسماء أحاديث حسانًا ". وقال الترمذي، بعد أن ساق الخبر، " وسمعت عبد بن حميد يقول: أسماء بنت يزيد، هي أم سلمة الأنصارية، كلا الحديثين عندي واحد. وقال روى شهر بن حوشب غير حديث عنه أم سلمة الأنصارية، وهي أسماء بنت يزيد. وقد روى عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحو هذا " وسنذكر حديث عائشة بعد. ومع ذلك، فرواية شهر بن حوشب، عن " أم سلمة " أم المؤمنين قد ذكر البخاري في الكبير ٢ / ٢ / ٢٥٩، فقال: " سمع أم سلمة "، ولم يزد، ولم يذكر " أسماء بنت يزيد "، ومن أجل ذلك خشيت أن يكون البخاري أراد " أم سلمة، " أسماء بنت يزيد "، لا أم المؤمنين. وأما ابن أبي حاتم ٢ / ١ / ٣٨٢ فذكر أنه: " روى عن أم سلمة، وأسماء بنت يزيد "، ففرق، ودل التفريق على أنه أراد " أم سلمة "، أم المؤمنين. صرح الحافظ ابن حجر في ترجمته، بسماعه عن " أم سلمة " أم المؤمنين. وروايته عن أم المؤمنين جائزة، فإن " أم سلمة " زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، توفيت على الصحيح سنة ٦١ أو سنة: ٦٢. وشهر بن حوشب عاش ثمانين سنة، ومات سنة ١٠٠، ويقال سنة ١١١، أو سنة ١١٢. فسماعه منها لا ينقضه شيء من شبهة العمر. أما الرواية، فقد صحح العلماء أنه روى عنها. فرد الطبري روايته بأنه لا يعلم له سماعًا عن أم المؤمنين، لا يقوم على شيء، فقد عرف ذلك غيره. بيد أن الحافظ بن حجر، نقل في ترجمة " شهر بن حوشب "، فذكر عن صالح بن محمد، بعد توثيقه شهرًا، وأنه لم يوقف له على كذب، ثم قال: "ويروى عن النبي ﷺ أحاديث في القراءات، لا يأتي بها غيره ". وقد كان شهر قارئا، ذكر ذلك الطبري نفسه، حتى قال أيوب بن أبي حسين: " ما رأيت أحدًا أقرأ لكتاب الله منه "، فإن يكن في حديث شهر شيء، فإنما هو غرابة خبره، وهذا لا يضر إذا صح الإسناد. ولكن يبقى الإشكال من ناحية أخرى، رواية أحمد من طريق هارون النحوي، عن ثابت البناني نفسه (كما في رقم ٧)، والذي رواه الطيالسي رقم (٨) من طريق محمد بن ثابت، عن ثابت، يضم إليه رقم (٥) من رواية أبي نعيم، ويضم إليها، الطريق الثانية من رقم (٣)، ثم رقم (٤) من رواية الترمذي، وإن كان قد نقل عن " عبد بن حميد "، أنهما واحد. كما سلف. ورواية هذه الأخبار كلها تدور على " ثابت البناني، عن شهر "، فكأن ثابتًا البناني، رواه عن شهر عن: أم سلمة أسماء بنت يزيد = وعنه عن أم سلمة أم المؤمنين، فهما حديثان لا شك في ذلك، لا كما قال " عبد بن حميد "، ولكن هل روى ذلك أحد عن أم سلمة أم المؤمنين، غير شهر بن حوشب؟ لا أدري. فإذا صح أن شهرًا قد انفرد به عن أم المؤمنين، فهل وقع الخطأ في ترك الفصل بينهما، من ثابت أم من الذي يليه؟ لا أدري أيضًا. وإذا كانا حديثًا واحدًا، فكيف وقع التفريق في المسانيد، فجعل حديثين، وكيف وقع هذا التفريق؟ ولم وقع؟ ألمجرد الشبهة من قبل الكنية " أم سلمة "؟ هذا موضع يحتاج إلى تفصيل دقيق. وهذا، فيما أظن، هو الذي جعل أبا جعفر الطبري، يشكك في رواية الخبر، لاختلاطه، ولكنه علله بغير علة الاختلاط والاضطراب كما رأيت. * * * وأما حديث عائشة، الموافق لحديث أم سلمة، في هذه القراءة، فقد رواه البخاري في الكبير ١ / ١ / ٢٨٦، ٢٨٧، من طريق إبراهيم بن الزبرقان، عن أبي روق، عن محمد بن جحادة، عن أبيه، عن عائشة، ثم رواه أيضًا منها ١ / ٢ / ٢٥١. ورواه الحاكم في المستدرك من هذه الطريق نفسها، وقال الذهبي تعليقا عليه " إسناده مظلم ". وخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد ٧: ١٥٥، وقال: " رواه الطبراني في الأوسط، وفيه حميد بن الأزرق، ولم أعرفه. وبقية رجاله ثقات ". والكلام في حديث عائشة يطول، ففي رواية محمد بن جحادة الإيامي، عن أبيه، كلام ليس هذا موضع تحقيقه.
١ - وهذا الحديث، رواه أحمد في مسنده في ثلاثة مواضع ٦: ٤٥٤، ٤٥٩، ٤٦٠، كلها من طريق: حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن شهر بن حوشب، عن " أسماء بنت يزيد "، والطريق الأولى والثالثة، مطولة، فيها قراءة آية سورة الزمر: ٥٣
﴿يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا وَلاَ يُبَالِي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾.
٢ - ومن هذه الطريق نفسها، رواه أبو داود الطيالسي في مسنده ص: ٢٢٦، رقم: ١٦٣١، مقتصرًا على الآية الأولى، " شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد الأنصارية ".
٣ - ورواه أبو داود في سننه ٤: ٤٧، من طريقين، رقم: ٣٩٨٢، ٣٩٨٣. الأولى: حماد، عن ثابت، عن شهر، عن أسماء بنت يزيد.
الثانية: عبد العزيز بن المختار، عن ثابت، عن شهر قال: سألت أم سلمة: كيف كان رسول الله يقرأ هذه الآية؟
٤ - ورواه الترمذي في " القراءات "، من طريق عبد الله بن حفص، عن ثابت البناني، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة.
وقال: وقد روي هذا الحديث أيضًا عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد.
٥ - ورواه أبو نعيم في الحلية ٨: ٣٠١، من طريق محمد بن ثابت البناني، عن ثابت البناني، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة. " وقال: حديث مشهور من حديث ثابت "، وانظر رقم (٨)، فإن الطيالسي جعله من حديث أم سلمة أم المؤمنين.
٦ - ورواه الحاكم في المستدرك ٢: ٢٤٩، مقتصرًا على آية " سورة الزمر "، التي ذكرتها في رقم: ١، من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن شهر، عن أسماء بنت يزيد، ثم قال: " هذا حديث غريب عال، ولم أذكر في كتابي هذا عن شهر، غير هذا الحديث الواحد ".
٧ - ورواه أحمد في مسنده ٦: ٢٩٤، ٣٢٢، من طريق هارون النحوي، عن ثابت البناني، عن أبيه، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة (وذلك في مسند أم سلمة أم المؤمنين. (وظني أن أبا جعفر ذهب إلى أن شهرًا دلس في هذا الحديث، فلا يعلم أأراد " أسماء بنت يزيد الأنصارية "، أم " أم سلمة " أم المؤمنين، ولذلك قال بعد: "ولا نعلم لشهر سماعًا يصح عن أم سلمة "، ولا شك أن الطبري عنى هنا " أم سلمة " أم المؤمنين." وأسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية "، هي مولاة " شهر بن حوشب "، وكنيتها " أم سلمة "، فلذلك صرح باسمها مرة، وكناها أخرى، وهذا لا يضر. و" شهر بن حوشب "، كان أروى الناس عن مولاته " أم سلمة "، "أسماء بنت يزيد " وقال أحمد: " ما أحسن حديثه "، ووثقه، وقال: " روى عن أسماء أحاديث حسانًا ". وقال الترمذي، بعد أن ساق الخبر، " وسمعت عبد بن حميد يقول: أسماء بنت يزيد، هي أم سلمة الأنصارية، كلا الحديثين عندي واحد. وقال روى شهر بن حوشب غير حديث عنه أم سلمة الأنصارية، وهي أسماء بنت يزيد. وقد روى عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحو هذا " وسنذكر حديث عائشة بعد. ومع ذلك، فرواية شهر بن حوشب، عن " أم سلمة " أم المؤمنين قد ذكر البخاري في الكبير ٢ / ٢ / ٢٥٩، فقال: " سمع أم سلمة "، ولم يزد، ولم يذكر " أسماء بنت يزيد "، ومن أجل ذلك خشيت أن يكون البخاري أراد " أم سلمة، " أسماء بنت يزيد "، لا أم المؤمنين. وأما ابن أبي حاتم ٢ / ١ / ٣٨٢ فذكر أنه: " روى عن أم سلمة، وأسماء بنت يزيد "، ففرق، ودل التفريق على أنه أراد " أم سلمة "، أم المؤمنين. صرح الحافظ ابن حجر في ترجمته، بسماعه عن " أم سلمة " أم المؤمنين. وروايته عن أم المؤمنين جائزة، فإن " أم سلمة " زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، توفيت على الصحيح سنة ٦١ أو سنة: ٦٢. وشهر بن حوشب عاش ثمانين سنة، ومات سنة ١٠٠، ويقال سنة ١١١، أو سنة ١١٢. فسماعه منها لا ينقضه شيء من شبهة العمر. أما الرواية، فقد صحح العلماء أنه روى عنها. فرد الطبري روايته بأنه لا يعلم له سماعًا عن أم المؤمنين، لا يقوم على شيء، فقد عرف ذلك غيره. بيد أن الحافظ بن حجر، نقل في ترجمة " شهر بن حوشب "، فذكر عن صالح بن محمد، بعد توثيقه شهرًا، وأنه لم يوقف له على كذب، ثم قال: "ويروى عن النبي ﷺ أحاديث في القراءات، لا يأتي بها غيره ". وقد كان شهر قارئا، ذكر ذلك الطبري نفسه، حتى قال أيوب بن أبي حسين: " ما رأيت أحدًا أقرأ لكتاب الله منه "، فإن يكن في حديث شهر شيء، فإنما هو غرابة خبره، وهذا لا يضر إذا صح الإسناد. ولكن يبقى الإشكال من ناحية أخرى، رواية أحمد من طريق هارون النحوي، عن ثابت البناني نفسه (كما في رقم ٧)، والذي رواه الطيالسي رقم (٨) من طريق محمد بن ثابت، عن ثابت، يضم إليه رقم (٥) من رواية أبي نعيم، ويضم إليها، الطريق الثانية من رقم (٣)، ثم رقم (٤) من رواية الترمذي، وإن كان قد نقل عن " عبد بن حميد "، أنهما واحد. كما سلف. ورواية هذه الأخبار كلها تدور على " ثابت البناني، عن شهر "، فكأن ثابتًا البناني، رواه عن شهر عن: أم سلمة أسماء بنت يزيد = وعنه عن أم سلمة أم المؤمنين، فهما حديثان لا شك في ذلك، لا كما قال " عبد بن حميد "، ولكن هل روى ذلك أحد عن أم سلمة أم المؤمنين، غير شهر بن حوشب؟ لا أدري. فإذا صح أن شهرًا قد انفرد به عن أم المؤمنين، فهل وقع الخطأ في ترك الفصل بينهما، من ثابت أم من الذي يليه؟ لا أدري أيضًا. وإذا كانا حديثًا واحدًا، فكيف وقع التفريق في المسانيد، فجعل حديثين، وكيف وقع هذا التفريق؟ ولم وقع؟ ألمجرد الشبهة من قبل الكنية " أم سلمة "؟ هذا موضع يحتاج إلى تفصيل دقيق. وهذا، فيما أظن، هو الذي جعل أبا جعفر الطبري، يشكك في رواية الخبر، لاختلاطه، ولكنه علله بغير علة الاختلاط والاضطراب كما رأيت. * * * وأما حديث عائشة، الموافق لحديث أم سلمة، في هذه القراءة، فقد رواه البخاري في الكبير ١ / ١ / ٢٨٦، ٢٨٧، من طريق إبراهيم بن الزبرقان، عن أبي روق، عن محمد بن جحادة، عن أبيه، عن عائشة، ثم رواه أيضًا منها ١ / ٢ / ٢٥١. ورواه الحاكم في المستدرك من هذه الطريق نفسها، وقال الذهبي تعليقا عليه " إسناده مظلم ". وخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد ٧: ١٥٥، وقال: " رواه الطبراني في الأوسط، وفيه حميد بن الأزرق، ولم أعرفه. وبقية رجاله ثقات ". والكلام في حديث عائشة يطول، ففي رواية محمد بن جحادة الإيامي، عن أبيه، كلام ليس هذا موضع تحقيقه.