أَوْ عَامِرَ بْنَ طُفَيْلٍ فِي مُرَكَّبِهِ... أَوْ حَارِثًا، يَوْمَ نَادَى القَوْمُ: يَا حَارِ (١)
* * *
وأما الكوفي منهما فإنه قرأه بتأويل الخفض فيما ذكر عنه، غير أنه نصبه لأنه لا يجرى. وقد أنكر ذلك أهل العلم بالعربية من أجل دخول الصفة بين حرف العطف والاسم. (٢) وقالوا: خطأ أن يقال: "مررت بعمرٍو في الدَّار وفي الدار زيد" وأنت عاطف ب"زيد" على "عمرو"، إلا بتكرير الباء وإعادتها، فإن لم تعد كان وجه الكلام عندهم الرفع، وجاز النصب، فإن قُدم الاسم على الصفة جاز حينئذ الخفض، وذلك إذا قلت: "مررت بعمرو في الدار وزيد في البيت". وقد أجاز الخفضَ والصفةُ معترضةٌ بين حرف العطف والاسم، بعضُ نحويي البصرة.
* * *
قال أبو جعفر: وأولى القراءتين في ذلك بالصواب عندي قراءة من قرأه رفعًا، لأن ذلك هو الكلام المعروف من كلام العرب، والذي لا يتناكره أهل العلم بالعربية، وما عليه قراءة الأمصار. فأما النَّصب فيه فإن له وجهًا، غير أنِّي لا أحبُّ القراءة به، لأن كتاب الله نزلَ بأفصح ألسُن العرب، والذي هو أولى بالعلم بالذي نزل به من الفصاحة.
* * *
لاَ تَفْخَرَنَّ، فإنَّ اللهَ أنْزَلكُمْ | يَا خُزْرَ تَغْلِبَ دَارَ الذُّلِّ والعَارِ |
مَا فِيكُمُ حَكَمٌ تُرْضَى حُكُومَتُهُ | لِلمُسْلِمينَ، ولاَ مُسْتَشْهَدٌ شَارِي |
أوْ مَثْلَ آلِ زُهَيْرٍ، والقَنا قِصَدٌ | وَالخَيْلُ في رَهَجٍ مِنْهَا وَإِعْصَارِ |
(٢) " الصفة " يعني حرف الجر، كما سلف مرارًا، انظر فهارس المصطلحات.