وقرأته عامة قرأة أهل الكوفة: "خَالِقُ"، على "فاعل".
* * *
وهما قراءتان مستفيضتان، قد قرأ بكل واحدة منهما أئمة من القرأة، متقاربتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيبٌ.
* * *
القول في تأويل قوله عز ذكره: ﴿وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ (٢١) ﴾
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله: (وبرزوا لله جميعًا)، وظهر هؤلاء الذين كفروا به يوم القيامة من قبورهم، فصاروا بالبَراز من الأرض (١) = (جميعًا)، يعني كلهم (٢) = (فقال الضعفاء للذين استكبروا)، يقول: فقال التُّبَّاع منهم للمتبوعين، وهم الذين كانوا يستكبرون في الدنيا عن إخلاص العبادة لله واتباع الرسل الذين أرسلوا إليهم (٣) = (إنَّا كنا لكم تَبَعًا)، في الدنيا.
* * *
و"التبع" جمع "تابع"، كما الغَيَب جمع "غائب".
* * *
وإنما عنوا بقولهم: (إنا كنا لكم تبعًا)، أنهم كانوا أتباعهم في الدنيا يأتمرون
(٢) انظر تفسير " الجميع " فيما سلف ١٥: ٢١٢.
(٣) انظر تفسير " الضعفاء " فيما سلف ١٤: ٤١٩، تعليق: ٢، والمراجع هناك.
= وتفسير " الاستكبار " فيما سلف ١٥: ١٥٥، تعليق: ٢، والمراجع هناك.