الشاعر:

مثلَ ابنِ بَزْعَةَ أو كآخَرَ مِثْلِهِ أوْلى لَكَ ابنَ مُسِيمةِ الأجْمالِ (١)
قال: يا ابن راعية الأجمال.
القول في تأويل قوله تعالى: ﴿يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (١١) ﴾
يقول تعالى ذكره: يُنبت لكم ربكم بالماء الذي أنزل لكم من السماء زرعَكم وزيتونَكم ونخيلكم وأعنابكم، (وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ) يعني من كلّ الفواكه غير ذلك أرزاقا لكم وأقواتا وإداما وفاكهة، نعمة منه عليكم بذلك وتفضّلا وحُجة على من كفر به منكم (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً) يقول جلّ ثناؤه: إن في إخراج الله بما ينزل من السماء من ماء ما وصف لكم (لآيَةً) يقول: لدلالة واضحة، وعلامة بينة (لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) يقول: لقوم يعتبرون مواعظ الله، ويتفكَّرون في حججه، فيتذكرون وينيبون.
القول في تأويل قوله تعالى: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (١٢) ﴾
يقول تعالى ذكره: ومن نِعَمه عليكم أيها الناس مع التي ذكرها قبل أن سخر لكم الليل والنهار يتعاقبان عليكم، هذا لتصرّفكم في معاشكم، وهذا لسكنكم فيه، (وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) لمعرفة أوقات أزمنتكم وشهوركم وسنينكم، وصلاح معايشكم (وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ) لكم بأمر الله تجري في فلكها لتهتدوا بها في ظلمات البرّ والبحر (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) يقول تعالى ذكره: إن في تسخير الله ذلك على ما سخره لدلالات واضحات لقوم يعقلون حجج
(١) البيت تقدم الاستشهاد به في الجزء الثالث من هذا التفسير (ص ٢٠٤) فارجع إلى شرحنا له في ذلك الموضع وهو هنا شاهد على أن معنى " تسيمون ": ترعون: أي تخرجونها إلى المرعى.


الصفحة التالية
Icon