يا حَكَمَ بنَ المُنْذِرِ بنَ الجارُودْ سُرادِقُ الفَضْلِ عَلَيْكَ مَمْدُودْ (١)
وكما قال سلامة بن جندل:
هُوَ المُولِجُ النُّعْمانَ بيْتا سَماؤُهُ صُدُورُ الفُيُولِ بعدَ بَيْتٍ مُسَرْدَقَ (٢)
يعني: بيتا له سرادق.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس، في قوله: (إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا) قال: هي حائط من نار.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا أبو سفيان، عن معمر، عمن أخبره، قال (أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا) قال: دخان يحيط بالكفار يوم القيامة، وهو الذي قال الله: (ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ).
(١) البيتان من أرجوزة قصيرة سبعة أبيات لرؤبة في (ديوانه طبع ليبسج سنة ١٩٠٣ ضمن الزوائد الملحقة بالديوان، وهما الأول والخامس، ص ١٧٢). والبيتان من شواهد أبي عبيدة في (مجاز القرآن ١: ٣٩٩) إلا أن رواية البيت الثاني فيه: * أنت الجواد بن الجود المحمود *
وبعده البيت الثاني. قال: "أحاط بهم سرادقها ": كسرادق الفسطاط، وهي الحجرة التي تطيف بالفسطاط؛ قال رؤبة * يا حكم بن المنذر بن الجارود *
وفي (اللسان: سردق) : السرادق: ما أحاط بالبناء، والجمع سرادقات. قال سيبويه: جمعوه بالتاء وإن كان مذكرا، حين لم يكسر. وفي التنزيل " أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ". في صفة النار أعاذنا الله منها. قال الزجاج: صار عليهم سرادق من العقاب. والسرادق ما أحاط بالشيء، نحو الشقة في المضرب (الخيمة) أو الحائط المشتمل على الشيء.
(٢) البيت في ديوان سلامة بن جندل السعدي التميمي (طبعة بيروت سنة ١٩١٠ ص ١٩) من قصيدة عدة أبياتها ثلاثون بيتا. قال أبو عمرو: كان كسرى حبس النعمان في بيت فيه ثلاثة فيول، والمسردق: ذو السرادق، أو الذي عليه سرادق. وقال أبو عبيدة في (مجاز القرآن ١: ٣٩٩) بعد أن أورد البيت: أي له سرادق. اه. وفي (اللسان: سردق) وقد سردق البيت. قال سلامة بن جندل: (وأورد البيت). ثم قال الجوهري: السرادق: واحد السرادقات التي تمد فوق صحن الدار. وكل بيت من كرسف (قطن) فهو سرادق. قال رؤبة:
يا حكم بن المنذر بن الجارود أنت الجواد ابن الجواد المحمود
سرادق المجد عليك ممدود
قال: وقيل: الرجز للكذاب الحرمازي. ونسب الجوهري بيت سلامة بن جندل إلى الأعشى، وقال في سببه: يذكر ابن وبر وقتله النعمان بن المنذر. عن (لسان العرب: سردق).


الصفحة التالية
Icon