وقال آخرون: معنى ذلك: ثم لزم الإيمان والعمل الصالح.
* ذكر قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (ثُمَّ اهْتَدَى) يقول: ثم لزم الإسلام حتى يموت عليه.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ثم استقام.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس (ثُمَّ اهْتَدَى) قال: أخذ بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وقال آخرون: بل معناه: أصاب العمل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله (وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) قال: أصاب العمل.
وقال آخرون: معنى ذلك: عرف أمر مُثيبه.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عنبسة، عن الكلبي (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ) من الذنب (وآمَنَ) من الشرك (وَعَمِلَ صَالِحًا) أدّى ما افترضت عليه (ثُمَّ اهْتَدَى) عرف مثيبه إن خيرًّا فخير، وإن شرًّا فشر.
وقال آخرون بما حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري، قال: أخبرنا عمر بن شاكر، قال: سمعت ثابتا البناني يقول في قوله (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) قال: إلى ولاية أهل بيت النبيّ صلى الله عليه وسلم.
قال أبو جعفر: إنما اخترنا القول الذي اخترنا في ذلك، من أجل أن الاهتداء هو الاستقامة على هدى، ولا معنى للاستقامة عليه إلا وقد جمعه الإيمان والعمل الصالح والتوبة، فمن فعل ذلك وثبت عليه فلا شكّ في اهتدائه.
القول في تأويل قوله تعالى: ﴿وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى (٨٣) قَالَ هُمْ أُولاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (٨٤) ﴾