فيقولون في مَسِسْت مَست ومِسْت وفي هممت بذلك: همت به، وهل أحست فلانا وأحسسته، كما قال الشاعر:

خَلا أنَّ العِتاقَ مِنَ المَطايا أحَسْنَ بِهِ فَهُنَّ إلَيْهِ شُوسُ (١)
وقوله (لَنحرّقَنَّه) اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامَّة قرّاء الحجاز والعراق (لَنُحَرّقَنَّهُ) بضم النون وتشديد الراء، بمعنى لنحرقنه بالنار قطعة قطعة، ورُوي عن الحسن البصري أنه كان يقرأ ذلك (لَنُحْرِقَنَّهُ) بضم النون، وتخفيف الراء، بمعنى: لنحرقنه بالنار إحراقة واحدة، وقرأه أبو جعفر القارئ: (لَنَحرُقَنَّهُ) بفتح النون وضم الراء بمعنى: لنبردنه بالمبارد من حرقته أحرقه وأحرّقه، كما قال الشاعر:
بِذِي فِرْقَيْنِ يَوْمَ بَنُو حُبَيْبٍ نُيُوبَهُمُ عَلَيْنا يَحْرُقُونا (٢)
(١) البيت لأبي زبيد الطائي (اللسان: حسس). ورواية الشطر الثاني فيه: " حسين به فهن إليه شوس ". قال: حس بالشيء يحس (كيقتل) حسا (بالفتح) وحسا (بالكسر) وحسيسا، وأحس به، وأحسه: شعر به. وأما قولهم " أحست بالشيء " فعلى الحذف كراهية التقاء المثلين. قال سيبويه: وكذلك يفعل في كل بناء يبنى اللام من الفعل منه على السكون، لا تصل إليه الحركة، شبهوها بأقمت. الأزهري: ويقال: هل أحست: بمعنى أحسست. ويقال: حست بالشيء إذا علمته وعرفته. قال: ويقال: أحسست الخبر وأحسته وحسيت وحست: إذا عرفت منه طرفا وتقول ما أحسست بالخبر وما أحست وما حسيت وما حست: أي لم أعرف منه شيئا... وربما قالوا: حسيت بالخبر، وأحسيت به، يبدلون من السين ياء، قال أبو زبيد: " خلا أن... البيت ". قال الجوهري وأبو عبيدة يروي بيت أبي زبيد؛ " أحسن به فهو إليه شوس ". وأصله أحسن. أه. ويقال في ظل وما وما أشبهه كل مضعف مكسور العين في الماضي: ظللت أفعل كذا، بلامين، وظلت أفعل كذا بحذف اللام الأولى، وبفتح الفاء. وظلت أفعل كذا، بحذف اللام ونقل حركتها إلى الظاء.
(٢) البيت أنشده المفضل الضبي ونسبه لعامر بن شقيق (اللسان: حرق، ومعجم ما استعجم للبكري ٢١٠) وذو فرقين أو ذات فريقين كما في معجم ما استعجم: هضبة ببلاد بني تميم - بين طريق البصرة والكوفة وهي إلى الكوفة أقرب. أه. وفي شرح الحماسة للتبريزي (٢: ٦٧) نسب القصيدة لعامر بن شقيق من بني كوز بن كعب بن بجالة بن ذهل بن مالك. وقبل البيت:
فإنك لو رأيت ولم تريه أكف القوم تخرق بالقنينا
قال: وذو فرقين: هضبة في بلاد بني أسد، من ناحية الفرات. وقوله " بذي فرقين": يجوز أن يتعلق بقوله: " لو رأيت"، ويجوز أن يتعلق بتخرق بالقنينا. وكذلك قوله " يوم بني حبيب ": ويجوز أن يكون ظرفا لكل واحد من الفعلين، لأنهما ظرفان، والفاعل، تيينا+ لها. ويقال: هو يحرق أنيابه: أحدهما للزمان والآخر للمكان، وأضاف اليوم إلى الجملة التي بعده، لأن الأزمنة تضاف إلى الجمل، من الابتداء والخبر، والفعل والفاعل، تبيينا لها. ويقال: هو يحرق أنيابه: إ ذا حك بعضها ببعض تهديدا، ويقال: هو يحرق عليه الأرم، أي يصف بأنيابه تغيظا. ويقال: حرقه إذا حك بعضها ببعض تهديدا، ويقال: هو يحرق عليه الأرم، أي يصرف بأنيابه تغيظا. ويقال: حرقه بالمبرد: إذا برده. وحكى أبو حاتم: فلان يحرق نابه على، برفع الباء، لأنه هو الذي يحرق. وقال أبو العلاء قوله " بذي فرقين ": أراد: ذات فرقين، فذكر على معنى الموضع أو الجبل وهي التي ذكرها عبيد في قوله * فذات فرقين فالقليب *
قيل: هي تثنية كسنام الفالج، فلذلك سميت ذات فرقين.


الصفحة التالية
Icon