عنترة:

لا تَذْكُرِي مُهْرِي ومَا أطْعَمْتُهُ فَيكُونَ جِلْدُكِ مِثلَ جِلْدِ الأجْرَبِ (١)
يعني بذلك: لا تعيبي مهري. وسمعناه يُذكر بخير.
القول في تأويل قوله تعالى: ﴿خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ (٣٧) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٣٨) ﴾
يقول تعالى ذكره (خَلَقَ الإنْسَانَ) يعني آدم (مِنْ عَجَلٍ).
واختلف أهل التأويل في تأويله، فقال بعضهم: معناه: من عجل في بنيته وخلقته، كان من العجلة، وعلى العجلة.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد في قوله (خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ) قال: لما نفخ فيه الروح في ركبتيه ذهب لينهض، فقال الله: (خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ).
حدثنا موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، قال: لما نفخ فيه يعني في آدم الروح، فدخل في رأسه عطس، فقالت الملائكة: قل الحمد لله، فقال: الحمد لله، فقال الله له: رحمك ربك، فلما دخل الروح في عينيه نظر إلى ثمار الجنة، فلما دخل في جوفه اشتهى الطعام، فوثب قبل أن تبلغ الروح رجليه عجلان إلى ثمار الجنة؛ فذلك حين يقول (خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ) يقول: خلق الإنسان عجولا.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة (خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ) قال: خلق عجولا.
(١) البيت لعنترة بن عمرو بن شداد العبسي (مختار الشعر الجاهلي، بشرح مصطفى السقا، طبعة الحلبي، ص ٣٩٦) يقول: لا تلوميني بذكر مهري وطعامه، وإلا نفرت منك كما ينفر الصحيح من الأجرب. يعني لا تعيبي مهري ولا تلوميني من أجل اهتمامي به، فهو وسيلتي للدفاع عنك وعن قومي.


الصفحة التالية
Icon