التابوت فأخذنه، فسمي باسم المكان الذي أصيب فيه، كان ذلك بمكان فيه ماء وشجر، (١) فقيل: موسى، ماء وشجر. كذلك:-
٩١٢ - حدثني موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو بن حماد، عن أسباط بن نصر، عن السدي. (٢)
* * *
وقال أبو جعفر: وهو موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب إسرائيل الله بن إسحاق ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله، فيما زعم ابن إسحاق.
٩١٣ - حدثني بذلك ابن حميد قال، حدثنا سلمة بن الفضل، عنه. (٣).
* * *
القول في تأويل قوله تعالى ﴿أَرْبَعِينَ لَيْلَةً﴾
ومعنى ذلك: وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة بتمامها. فالأربعون ليلة كلها داخلة في الميعاد.
وقد زعم بعض نحويي البصرة أن معناه: وإذ واعدنا موسى انقضاء أربعين ليلة، أي رأس الأربعين، ومثل ذلك بقوله: (وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ) [يوسف: ٨٢] وبقولهم:"اليوم أربعون منذ خرج فلان"،"واليوم يومان". أي اليوم تمام يومين، وتمام أربعين.
قال أبو جعفر: وذلك خلاف ما جاءت به الرواية عن أهل التأويل، وخلاف ظاهر التلاوة. فأما ظاهر التلاوة، فإن الله جل ثناؤه قد أخبر أنه واعد موسى أربعين ليلة، فليس لأحد إحالة ظاهر خبره إلى باطن، (٤) بغير برهان دال على صحته.
* * *

(١) في المطبوعة: "وكان ذلك المكان فيه" وليست بشيء.
(٢) الأثر: ٩١٢ تاريخ الطبري ١: ٢٠١ في خبر طويل.
(٣) الأثر: ٩١٣ - مختصر من خبر نسبه في تاريخ الطبري ١: ١٩٨.
(٤) انظر تفسير"ظاهر" و" باطن" فيما سلف ص: ٤٤، والمراجع قبلها.


الصفحة التالية
Icon