فنصب تسأل عطفا بها على موضع الذكرى، لأن معنى الكلام: فما لك (١) بيرسل على موضع الوحي في قوله: (إِلا وَحْيًا).
القول في تأويل قوله تعالى: ﴿بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (٥٩) ﴾
يقول تعالى ذكره مكذبا للقائل: (لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)، وللقائل: (لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) : ما القول كما تقولون (بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ) أيها المتمني على الله الرد إلى الدنيا لتكون فيها من المحسنين (آيَاتِي) يقول: قد جاءتك حججي من بين رسول أرسلته إليك، وكتاب أنزلته يتلى عليك ما فيه من الوعد والوعيد والتذكير (فَكَذَبَتْ) بآياتي (وَاسْتَكْبَرْتَ) عن قبولها واتباعها (وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ) يقول: وكنت ممن يعمل عمل الكافرين، ويستن بسنتهم، ويتبع منهاجهم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: يقول الله ردًا

(١) في الكلام سقط من الناسخ، ولعل الأصل: فما لك غير أن تذكر وتسأل: ونظيره (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل) فعطف بيرسل...


الصفحة التالية
Icon