وقال ابن زيد: في معنى قوله: (أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا) قال: أو يجعل في الواحد ذكرا وأنثى توأما، هذا قوله: (أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا).
وقوله: (إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) يقول تعالى ذكره: إن الله ذو علم بما يخلق، وقدرة على خلق ما يشاء لا يعزب عنه علم شيء من خلقه، ولا يعجزه شيء أراد خلقه.
القول في تأويل قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (٥١) ﴾
يقول تعالى ذكره: وما ينبغي لبشر من بني آدم أن يكلمه ربه إلا وحيا يوحي الله إليه كيف شاء، أو إلهاما (١) وإما غيره (أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ) يقول: أو يكلمه بحيث يسمع كلامه ولا يراه، كما كلم موسى نبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم (أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا) يقول: أو يرسل الله من ملائكته رسولا إما جبرائيل، وإما غيره (فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ) يقول: فيوحي ذلك الرسول إلى المرسل إليه بإذن ربه ما يشاء، يعني: ما يشاء ربه أن يوحيه إليه من أمر ونهي، وغير ذلك من الرسالة والوحي.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله عز وجل: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا) يوحي إليه (أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ) موسى كلمه الله من وراء حجاب، (أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ) قال: جبرائيل يأتي بالوحي.

(١) كذا في الخط، ولعله إما إلقاء أو إلهاما الخ.


الصفحة التالية
Icon